وُلد “سالك الصحاري” من شغف بالوحدة، وجمال، وثقافة صحاري المغرب. أسسه مستكشف ومصور فوتوغرافي للصحراء، بهدف مشاركة هذه التجارب وربط المسافرين الآخرين بقلب هذه المناظر الخلابة.
ثلاث رحلات. ثلاث حكايات. كل عبور جاء بتحدياته الخاصة، صمته، ومفاجآته. إليكم لمحة عن كل رحلة.
حتى الآن، سلكت ثلاث مسارات عبر صحراء المغرب, من محاميد الغزلان إلى فم زڭيد، من محاميد الغزلان إلى مرزوكة، ومن محاميد الغزلان إلى طانطان. •
المشي وحيدًا في الصحراء قد يكون محفوفًا بالمخاطر بسبب قسوة الظروف وصعوبة التوجيه بين الكثبان. لكن إذا خططت لمساراتك جيدًا وامتلكت خبرة في التعامل مع الإبل، يمكنك التجول بأمان بمفردك. يبدأ العديد من المسافرين برفقة دليل أو ضمن مجموعة قبل الانطلاق وحيدًا، لبناء الثقة واكتساب المهارات اللازمة لمغامرة صحرائية آمنة.
أبدأ بالتحضير قبل الرحلة بفترة طويلة. أدرس الخرائط لتحديد أماكن الراحة وإعادة تزويد الطعام، وأتمرن جسدي، وأتابع الطقس، وأحزم فقط الضروريات لمغامرة صحرائية آمنة.
بالنسبة لي، أفضل وقت لعبور الصحراء يكون بين الخريف والربيع خصوصًا من أكتوبر إلى أبريل. تكون درجات الحرارة معتدلة، مما عبور الصحراء أكثر راحة ومتعة.
ستحتاج إلى المعدات الأساسية: حقيبة ظهر، كيس نوم، خيمة، وملابس تحميك من الشمس مع وشاح. الأهم من ذلك هو وجود شخص يعرف الإبل، لأنها مخلوقات ذكية وصعبة التعامل أحيانًا. لكن مع الوقت، تتعلم التعامل معها جيدًا، ويمكنك عبور الصحراء بمفردك دون الحاجة إلى دليل بدوي.
نعم، أعبر الصحراء سيرًا على الأقدام. الحركة بطيئة وتتطلب جهدًا، لكنها تجعلني أتحرك بحذر وأقدر كل لحظة من الرحلة الصحراوية.
قبل انطلاق الرحلة، أخطط لمساري بتحديد النقاط الأساسية ومعرفة المسافات، أماكن التوقف، والإمدادات التي سأحتاجها كل يوم. أحمل معي جهاز تحديد المواقع وخرائط غير متصلة بالإنترنت، لكن بما أنه لا توجد طرق، فهي لا تظهر المسارا. تساعدني فقط على الحفاظ على اتجاهي نحو الجنوب أو الشرق أو الشمال أو الغرب. البدو الرحل الذين نلتقي بهم يوجهوننا من خلال مشاركة معلومات عن مصادر المياه القريبة وتأكيد المسار.
في الصحراء، أشعر أن كل شيء ملكي، هذه الفضاءات الشاسعة الفارغة حيث لا شيء غيري، ومع ذلك كل شيء لي. المشي يتيح لي الاتصال العميق بالصحراء، أشعر بكل خطوة بطريقة غريبة وجميلة. في السفر المريح، لا تشعر بنفسك حقًا، أما هنا، فكل خطوة تذكّرني بمن أنا فعلاً.